د. حسن الحازمي

مين ؟ 

قصة قصيرة لــــ أميمة الخميس.

محاولة للتأويل : حسن حجاب.

ـــــ ما الذي أرادت أن تثيره أميمة الخميس في قصتها القصيرة مين ؟

ــــ وهل من المهم البحث عن نوايا الكاتب ومقاصده ؟ أم أن الأهم هو البحث عن ما يمكن أن يبوح به النص ؟ والأكثر أهمية أيضاً هو كيف تم ذلك فنياً؟

في هذا النص سيتكرر السؤال : مين؟ تسع مرات ، ولكن ربما تردد في ذهن فضة عشرات المرات مؤكداً انتظار الفتاة الدائم لقادم يحملها بعيداً عن واقعها ، قد يكون عريسها المنتظر الذي تحلم به ، وقد يكون حلمها الذي تنتظره دائماً بكل شوق، وقد تكون تلك الفتاة التي تتمنى أن تكونها ؟ تلك الفتاة التي صنعتها في خيالها ، والتي تستطيع أن تتبرج وتعاكس وتضحك وتغوي وتحلم دون أن تخاف من أحد.

لكن السؤال سيظل يتكرر ، والواقع سيجيب إجابة مختلفة ، وسيموت على شفتيها السؤال والأحلام والأمنيات في ظل واقع مر يفرض على الفتاة ما لا تريد.

فهل يمكن أن تكون القصة عن أحلام الفتاة في بيئة لا تسمح بالحلم مطلقاً؟

إن كل شيء في هذا النص يغري بالقراءة ، ولكن لغة النص تبدو أكثر الزوايا ملاءمة للتعمق في النص ، فاللغة من أول سطر حتى آخر سطر كانت توحي بموت الأحلام في ظل بيئة لا تزرع إلا الخوف بدءاً من عنوات النص الذي يحمل سؤالاً يائساً خائفاً بلا إجابة : مين ... ؟ وانتهاء بموت السؤال في داخلها في نهاية النص ؟ وبين ولادة السؤال الخائف الحذر في بداية النص ، وموته تماماً في نهاية النص ، ماتت وتلاشت كل أحلامها حتى صورة الفتاة التي صنعتها في خيالها غادرتها تماماً.

وبين السؤالين اللذين ربما يكونان قوسين يحاصران النص ــ كما حاصر الواقع فضة ـــ أقول بين السؤالين يجيء النص بلغة تحمل دلالات موت الأحلام ...

ففي أول سطر سنسمع صوت تكسر أوراق الشجر الجاف لوقعأقدام في الباحة الخارجية. 

إنها أقدام القادم الذي سيكسر أحلامها ولكن هذا لن نكشفه إلا في نهاية القصة وستستمر دلالات الأشياء داخل النص تمارس لعبة التخفي والظهور على امتداد القصة ، وهنا يمكن أن تطرح أسئلة عديدة وبحث عن إجاباتها ، ومن خلال هذه الإجابات المحتمله يمكن الوصول إلى بعض دلالات القصة.

فلماذا كان الممر مظلماً ؟ هل لذلك علاقة بممر الأحلام الغامض؟ وهل هو نبوءة بما ستؤول إليه حالها؟

ولماذا كان الشبح مجرد كتلة سوداء مدورة؟

وهل كان له وجود حقيقي أم كان مجرد تخيلات؟ تشي في ثناياها بالقادم الذي سيأتي أو بالعريس الذي سيجلبه أبوها؟

وهل هذا يعني أنها حتى في خيالاتها وتهيؤاتها يحاصرها الخوف والقلق وتوقع الأسوأ فلا تستطيع أن تحلم بالأجمل؟

ولماذا أقفلت الباب الأمامي ، ولم تجسر على إقفال بوابة المقدمة؟

تلك البوابة التي سيدخل منها عريسها الذي يشبه تماماً تلك الكتلة السوداء المدورة ، وسيأخذها بعيداً عن بيتهم. 

 

 


آخر تحديث
3/16/2018 1:52:13 PM