باحثة تتهم خليل مطران بإفساد مسرحية مكبث لشكسبير بزعم التعريب

باحثة تتهم خليل مطران بإفساد مسرحية مكبث لشكسبير بزعم التعريب  

اتهمت الناقدة أحلام حادي الشاعر والمترجم خليل مطران بالتدخل في البناء الخارجي او الداخلي لنص مسرحية مكبث لشكسبير في الترجمة التي قدمها للمسرحية اوائل القرن العشرين علي نحو افسد المسرحية‏.‏

وقالت حادي في كتابها مكبث في أربع ترجمات عربية الصادر عن دار شرقيات للنشر والتوزيع ان ضعف امكانيات المسرح في تلك الفترة لا يبرر تلاعب مطران في تصوير الاحداث وفقدانها معقوليتها‏.‏ وأشارت إلي أن مطران حذف عدة مشاهد‏,‏ وشخصيات هامة‏,‏من النص الاصلي ودمج مشاهد واضاف بعض الحوارات لتعويض هذا النقص مما ادي لحدوث خلل في تسلسل الاحداث الدرامية وتشويه رسم الشخصيات وتشتيت القاريء‏.‏ وكان مطران قد برر تدخله في النص بضعف امكانيات المسرح العربي في تلك الفترة حيث ان امكانيات المسرح انذاك لم تكن تسمح بتصوير مشاهد خارجية باهظة التكاليف كساحات القتال‏.‏ وقارنت احلام حادي في دراستها النقدية بين اربع ترجمات عربية لنص مكبث وهي ترجمة خليل مطران عام‏1917,‏ ترجمة محمد فريد ابي حديد عام‏1934,‏ ترجمة جبرا ابراهيم جبرا عام‏1986,‏ ترجمة محمد عناني عام‏2005.‏ ودرست حادي في كتابها كل ترجمة من بين هذه الترجمات علي حدة من حيث البناء الداخلي والخارجي وقامت بمقارنتها مع النص الاصلي‏.‏ وذكرت المؤلفة مجموعة من تدخلات مطران في النص الاصلي قائلة علي لسانه بان نقل المسرحية للغة العربية ليست ترجمة لكنه تعريب‏,‏ فالتعريب يعطي الحق للمترجم بعدم التقيد بالنص الاصلي والتصرف فيه بحرية واضفاء طابع الثقافة العربية علي النص لذلك حذف بعض الرموز الثقافية مثل الاشارات الاسطورية والتاريخية‏,‏ وكل ما يعارض العقيدة الدينية وقام بالاقتباس من القرآن الكريم وبعض المصطلحات من الاقتصاد الاسلامي كالجزية وبالرغم من مبرراته لهذا التدخل الا ان احلام حادي تري ان ترجمته فشلت مما جعل المتلقي يحار في الثقافة التي ينتمي اليها هذا النص بسبب وجود اصداء ايات قرآنية واجراس كنائس ورنين كئوس خمور فالمسرحية سقطت بين عجلات الترجمة والتعريب‏.‏ وعلي نقيض عبث مطران في البناء الخارجي والداخلي للمسرحية تكشف الباحثة عن حفاظ كل من ابي حديد‏,‏ جبرا‏,‏ عناني علي البناء الخارجي للمسرحية سواء في عدد الفصول او المشاهد بالرغم من وجود بعض الاختلافات بينهم نظرا لاختلاف الطبعات التي اعتمد عليها كل منهم فتحدث عن البناء الداخلي قائلة ان جبرا وعناني التزما بالحبكة المسرحية والحوار ورسم الشخصيات وبالرغم من حذف ابو حديد اجزاء من الحوار بها ما اعتبره تهتكا خلقيا الا ان هذا الحذف لم يخل بسير الأحداث‏.‏ وأشارت إلي أن اعتماد جبرا في ترجمته علي طبعة اردن جعلها مطابقة للنص الاصلي وتؤكد حادي ان براعة جبرا تكمن في حفاظه علي نص شكسبير بصورته الشعرية والقدرة علي توليد الالفاظ الجديدة وابتكار الاسلوب الشعري المحاكي للاصل أما ترجمة عناني فاصبحت نموذجا للترجمة الاكاديمية والادبية نظرا لجمعها بين الدقة والامانة التي تجاري النص الدرامي الشعري فعناني علي معرفة موسوعية بالنص الشكسبيري حيث قام بترجمة ست عشرة مسرحية له‏.‏ تخلص الباحثة من دراستها ان التزام جبرا في ترجمته للنص الاصلي شكلا وموضوعا لم يحقق المتعة الادبية الموجودة بترجمة كل من ابي حديد وعناني المفعمتين بالاسلوب الشعري ويذكر عناني في مقدمة الكتاب ان احلام حادي تمثل ما يسمي في النقد الحديث بالقاريء المثالي اوالقاريء الذي يتمناه الكاتب ووصف الكتاب بانه يمتاز بالجدة والعمق والامتاع وهي صفات يندر اجتماعها في كتاب عربي هذه الأيام علي حد قوله‏.‏

 


آخر تحديث
6/13/2016 8:50:25 PM